أسباب التلوث الضوضائي ( الضجيج) وتأثيراته على الصحة

ما هو التلوث الضوضائي؟

يعرف التلوث الضوضائي (الضجيج) بصفة عامة بأنه أي نوع من الضوضاء المزعجة أو الصاخبة بشكل كبير والتي  تعطل  (تشوش) حياة الأفراد .

إن التأثيرات الصحية الناجمة عن الضوضاء (الضجيج) هي عبارة عن العواقب الصحية الناتجة عن التعرض المنتظم لمستويات مرتفعة من الأصوات. فيمكن مثلاً للضجيج في مكان العمل وغيره من الضجيج التسبب بضعف السمع، ارتفاع ضغط الدم، وأمراض نقص تروية القلب، الانزعاج، واضطراب النوم. كما ترتبط التغيرات في الجهاز المناعي والعيوب الخلقية بالتعرض للضوضاء.

إن الأثر التراكمي للضوضاء يُعدﱠ سبباً كافياً لإضعاف السمع لدى نسبة كبيرة من سكان الدول المتطورة خلال الحياة. وقد عُرف عن التعرض للضوضاء أيضاً بأنه يحرض حدوث طنين بالأذن، وارتفاع ضغط الدم وتضيق الأوعية، وتأثيرات قلبية وعائية أخرى.

إضافة إلى هذه التأثيرات، يمكن لمستويات الضجيج المرتفعة أن تسبب التوتر، وزيادة معدلات الحوادث في أماكن العمل، وتحفيز العدائية وغيرها من السلوكيات غير الاجتماعية. إن المسببات الأكثر أهمية  وتأثيراً هي الحافلات وضوضاء الطائرات، والتعرض لفترات طويلة للموسيقى الصاخبة، والضجيج الصناعي.

كيف يؤثر التلوث الضوضائي على القلب ؟

وفقاً لبحث نشر في آفاق الصحة البيئية فإن التعرض طويل الأمد للضوضاء الناتجة عن حركة المرور قد يكون مسؤولاً عن ما يقارب 3٪ من وفيات أمراض القلب التاجية (أو حوالي 210,000 حالة وفاة) في أوروبا كل عام. ولكن، كيف تؤثر الضوضاء على قلبك ؟

إحدى هذه العوامل هي ارتفاع هرمونات التوتر مثل الكورتيزول ،الأدرينالين والنورادرينالين، والتي يمكن أن تؤدي مع مرور الوقت إلى ارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية وقصور القلب. أظهرت إحدى الأبحاث أن “الإثارة المرتبطة بالتعرض للضوضاء ليلاً قد زادت تراكيز هذه الهرمونات في الدم واللعاب حتى أثناء النوم.”

قد تكون هذه التأثيرات كبيرة. حيث أن النساء يعتبرون أنفسهم أكثر حساسية للضوضاء، ويزيد التعرض المزمن للضوضاء من مخاطر زيادة نسبة الوفيات بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 80%! يؤدي التعرض المزمن للضوضاء أيضا لمخاطر صحية أخرى غير القلبية، مثل فقدان السمع، وتناقص الإنتاجية، واضطراب النوم، وضعف في التعلم، وأكثر من ذلك.

تضافر تأثيرات التلوث الضوضائي مع تلوث الهواء

إن الأفراد الذين يعيشون بالقرب من الطرق المزدحمة، المطارات، والمناطق الصناعية هم أكثر عرضة لكل من التلوث الضوضائي وتلوث الهواء. حيث أن كلاً من الجسيمات الملوثة للهواء والضجيج تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنفس التأثير البيولوجي، بما في ذلك التسبب في حدوث خلل في الجهاز العصبي اللاإرادي (autonomic nervous system (ANS.

إن الجهاز العصبي اللاإرادي (ANS) مسؤول عن تنظيم الوظائف البيولوجية مثل ضغط الدم، مستويات السكر في الدم، التخثر واللزوجة.  استخدم الباحثون في دراسة ألمانية تمت على أكثر من 4200 شخص مقياس لتصلب الشرايين يعرف باسم ” التكلس الأبهري الصدري”(TAC “thoracic aortic calcification”) وذلك لتقييم المخاطر القلبية.

فالتعرض للتلوث الهوائي بالجسيمات الدقيقة يزيد مستويات ” التكلس الأبهري الصدري (TAC) ” بحدود

الـ20  % في حين أن التعرض للتلوث الضوضائي يزيد مستويات ” التكلس الأبهري الصدري (TAC) ” بحدود الـ 8%. وذلك بعد ضبط المتغيرات الأخرى التي تؤثر على صحة القلب مثل العمر، الجنس، التدخين النشاط الفيزيائي، تناول الكحول وغيرها…..

وهذا يعني أن الأشخاص الذين يعيشون في المناطق ذات الخطورة العالية يجب أن يأخذوا كلا النوعين من التلوث بعين الاعتبار لحماية صحة القلب  وليس التركيز فقط على نوع واحد من التلوث.  كما أشار الباحثون الى ذلك :

“فالتعرض لكلا النوعين من التلوث هام وينبغي أخذه بعين الاعتبار وليس التركيز على خطر واحد فقط”

 

التلوث الضوضائي قد يسب صَمَماً مُحْدَثأ بالضَّوضاء (Noise-Induced Hearing Loss)

إن الصمم المحدث بالضوضاء (NIHL) ، والذي يحدث إما نتيجة التعرض لضجيج مرتفع جداً (كالانفجارات) أو بسبب التعرض المستمر لضجيج مرتفع على مر الوقت (كالعمل في مصنع)،  يؤثر على حوالي  15% من الأمريكيين.

حسب المعهد الوطني للصمم واضطرابات التواصل الأخرى (NIDCD)  :

تشمل النشاطات التي قد تعرضنا لخطرالاصابة بالـصمم المحدث بالضوضاء NIHL)): الرماية والصيد، ركوب مركبات الثلج، الاستماع للموسيقا مرتفعة الصوت من خلال سماعات الأذن، العزف ضمن فرقة وحضور الحفلات الموسيقية الصاخبة.

كما أن الضجيج المؤذي داخل المنازل قد ينتج عن استخدام آلات قص العشب، ومنفاخ أوراق الشجر وأدوات النجارة.

من الأفضل تجنب الضوضاء قدر الامكان، ولكن كيف نقدر شدة الضوضاء ؟

يمكن قياس الضوضاء بطرق فيزيائية يُعبّرعنها بالديسيبل (dB). فمثلاً الأصوات التي شدتها أقل من  75ديسيبل لاتسبب أذى للسمع.

ولكن التعرض المستمر أو المتكرر لأصوات بشدة 85 ديسيبل أو أكثر قد تسبب فقدان السمع. كلما ازدادت شدة الصوت  يقل مقدار الوقت المتطلب للتعرض لخطرالاصابة بالـصمم المحدث بالضوضاء NIHL)).

فمثلاً:

الصوت الصادر عن الثلاجة : 45 ديسيبل

المحادثة العادية : 60 ديسيبل

الضجة الناتجة عن ازدحام السير: 85 ديسيبل

الدراجات النارية : 95 ديسيبل

صفارات الانذار : 120 ديسيبل

المفرقعات والأسلحة النارية : 150 ديسيبل

وأوضح د. غوردون هافس ” مدير التجارب السريرية ” أن : استخدام  مسجلات الصوت (MP3 player) بأقصى درجة صوت مع وضع سماعات داخل الأذن تعطي صوتأ شدته 105 ديسيبل. وبالتالي هناك احتمال الاصابة بأذية سمعية  بعد التعرض لهذا الصوت لمدة 30 دقيقة كحد أدنى.

إضافة الى أن البعد عن مصدر الصوت والمدة الزمنية التي نتعرض بها لهذا الصوت هي عوامل هامة يجب الانتباه لها  لنحمي أنفسنا من الاصابة بضرر سمعي.

لذلك من المهم جداً أن  نتجنب الضجة الشديدة ، القريبة جداً أو التي تستمر لفترة طويلة .

وهكذا نستتنتج أن أفضل طريقة لتجنب الاصابة بالـصمم المحدث بالضوضاء هي خفض الضجيج ما أمكن، أو استخدام سدادات الأذن أو أية أجهزة أخرى لنحمي حاسة السمع. في حال عدم التمكن من ذلك ينبغي الابتعاد عن مصدر الضجيج.

https://medlineplus.gov/noise.html

https://www.symptomfind.com/health/causes-of-noise-pollution-and-its-effects-on-health

https://en.wikipedia.org/wiki/Health_effects_from_noise

http://articles.mercola.com/sites/articles/archive/2015/06/20/noise-pollution.aspx